يمضي آيفان سبعة وعشرين عاما من حياته وحيدا بين جدران غرفته الزجاجية داخل مركز تجاري صغيـر خـارج المدينة، يعتـاد خلالها على نظـرات البشـر المبحلقـة فيـه وهـو عاكف على الأوراق البيضاء، يرسـم لوحاته بأقلام التلوين، لتباع لاحقـا فـي محـل الهدايا التذكارية ببضـع دولارات زهيـدة. يعتـاد آيفـان أيضـا علـى النسيان، نسيان التفكيـر فـي نفسـه والتساؤل عن حياتـه وحقيقتـه ومـا يعنـي أن يكـون غوريلا سيلفرباك مهيـب يعيش بين أبناء جنسه، يمتلك عائلة صغيرة يمنحها الحب والحماية. يشغل آيفان نفسه طوال هذه السنوات بالرسـم ومشاهدة أفلام رعـاة البقـر مـن شاشـة تلفـازه الصغيـر حتى يلتقي بروبي، الفيلـة الصغيرة التي لا تعـرف بعـد حياة الأسر والسيرك، ولا تكـف عـن طـرح الأسئلة، ليجـد نفسـه فـي مواجهـة مـع ماضيه، ويتذكـر فـجـأة مـا فيـق لأجله وما كان من الممكن أن يكون.